Donnerstag, 29. Januar 2009

Abschied - Arabisch مع السلامة

۲٦يناير ٢۰۰٩

رغم أنني متلهف لرؤية زوجتي وأولادي مرة أخرى، إلا أن الوداع يصعب علي.

وأستعين هنا بمقولة زميل يمني، حيث قال:

- لقد زرت اليمن، ولكن اليمن زارك أيضا.

وسوف يبقى اليمن معي، حتى وإن كنت سأغادر شبه الجزيرة العربية هذه المرة.

وأنا أود أن أتوجه بالشكر إلى جميع من جعلوا إقامتي هنا سعيدة. علما بأن أغلبهم سيعرفون أنهم هم المعنيون. إلا أنني أفكر كذلك في هذا الكم الهائل من الأشخاص الذين ساعدوني في تشكيل أيامي دون أن يدركوا ذلك. حيث سعوا لتجاذب أطراف الحديث معي، ودعوني إليهم، وأوضحوا لي أشياءا وأروني أمورا لم أكن لأجدها دونهم. كما أتمنى أن ألتقي بالأدباء اليمنيين ذات يوم في ألمانيا أو في لوكسمبورج. حيث يمكنني أن أرد إليهم صنيعهم وأريهم أيضا كرم الضيافة من جانبي. وأشكر كذلك البيت الألماني لأنه لولا دعوته لما تمكنت من إثراء معارفي بما أضيف إليها.

إلى اللقاء!

جاي هيلمينجر

Diener - Arabisch الأخدام

۲۰يناير ٢۰۰٩

ليس هناك أدلة على أصل الأخدام. إلا أن أقرب التفسيرات مفاده أنهم جاءوا من أثيوبيا في القرن السادس بوصفهم جنود ولكنهم اضطروا للبقاء في البلاد عبيداً بعد أن باءت محاولة الغزو بالفشل. كما أن لون بشرتهم أكثر سمرة من بشرة أهل اليمن بشكل واضح. أما الوظائف الوحيدة المسموح لهم بامتهانها فتتمثل في أعمال نظافة الشارع، ونقل القمامة وخدمة الجنود والتسول، علماً بأن التسول أيضا يعد بمثابة المهنة لهم. حيث أنهم ليس لديهم أية فرصة للترقي اجتماعياً، وإمكاناتهم التعليمية تكاد تكون منعدمة ولا يسمح لهم كفاحهم اليومي من أجل لقمة العيش بالكثير من الوقت للتفكير في أمور أخرى، أكثر من تلك الأفكار التي تدور حول الطعام.

سرت مع سليم، المترجم، بالسيارة شارع الزميري إلى آخره حتى وصلنا إلى مبنى شركة سابافون، وهو كتلة خرسانية مغطاة بالزجاج تسمق منها أبراج هوائيات تتخذ اللونين الأحمر والأبيض. ويبدأ خلفه مباشرة الحي الفقير للأخدام وقد أحاط به سور. عرض علينا أحمد مساعدته عند مدخل الحي حيث تكدست القمامة بمحاذاة الجدار وبعثت رائحة منفرة. وكان أحمد يرتدي بنطالا مهترءا وسترة تملأوها البقع على اللحم مباشرة، وكان ينظر بجدية شديدة ويسبقنا بخطى سريعة، ليقودنا أكثر عمقاً داخل الأزقة التي لا يزيد عرضها عن عرض الكتفين إلى حد ما. تلك الأزقة التي ظلت باقية بين مكعبات البيوت المربعة الشكل. وتبلغ مساحة أغلب هذه المنازل ما بين العشرة أمتار والاثنتى عشرة مترا مربعا. بعضها منظمة بقدر الإمكان، وتضم مرتبة للنوم في إحدى زواياها، وأخرى مكدسة بدببة من القماش مهملة وممزقة، إلى جانب إطارات سيارات وألواح خشبية وزجاجات.

سألت أحمد أين ينام. فقال:

- هنا.

وأشار إلى مكان على الأرض العارية التي لا يغطيها العشب.

فسألته:

- دون مرتبة؟

أجاب:

-إنها معلقة بالخارج لتجف.

كان السقف منخفض للغاية حتى أنني بالكاد كنت أستطيع أن أقف مشدود القامة. وكان عبارة عن أفرع شجر ملقاة فوق الصفيح. قادنا أحمد إلى الطابق الأول، وكان هذا هو مبنى خاوي، تهتز أرضيته بشكل ينطوي على خطورة، حتى أن سليم طلب مني الخروج بأسرع ما يمكن.

يعيش هنا ما بين أربعة ألاف وسبعة ألاف نسمة. فلا أحد يعرف العدد بالتحديد. ترى فوق الأسقف أغطية بلاستيكية وقد تكدست إلى جوار الحجارة والقمامة وأطباق الأقمار الصناعية. ورغم أن السكان يتعين عليهم جلب الماء في صفائح من مكان ما حتى البيوت، إلا أن الكهرباء متوافرة في كل بيت. حيث تمتد الأسلاك في كل مكان مثل نبات العليق، وتتدلى من الأعمدة إلى أسفل لتتسلل إلى داخل المساكن التي تعمل بها أجهزة التلفاز. وكلما توغلنا بين المربعات السكنية، كلما ازدادت حدة رائحة القمامة. وكان الذباب يحيط بنا في أسراب كما ظلت الأطفال تتبعنا. كانوا قذرين وغير معتنى بهم. ولكنهم كانوا سعداء لقدوم بعض الأغراب إليهم.

سألت رجلاً قدموه إلى بوصفه شيخ المكان:-

- هل يذهب جميع الأطفال إلى المدرسة؟

فرد بالإيجاب وادعى أن البنات شأنهن شأن الأولاد يتلقين التعليم هنا، بل أن هناك مدرسة لتعليم الكبار الذين لم يتعلموا القراءة والكتابة. ثم أحضر مفتاحاً ليفتح به بابا يؤدي إلى فناء، يفضي بدوره إلى مخزن، كانت النضد المدرسية تتكدس فيه فوق بعضها البعض بينما كانت السبورات تقبع في الزاوية. وتأكدت من أن المكان لم يشهد أية حصص منذ زمن طويل. إلا أن الشيخ أصر على أن الجميع يتلقون الحصص هنا. ثم أراني مبنى صغير تقدم فيه المساعدات الطبية الملحة وقال:

- نحن نحقن المرضى هنا ونعلم النساء كيف يطهين الطعام بشكل صحي.

ولكني لم أتمكن من مشاهدة المكان إلا من الخارج، حيث أن شخص آخر هو الذي يحمل المفتاح ولم يكن من الممكن الوصول إليه.

كانت هناك بعض الحوانيت الصغيرة التي فتحت أبوابها المعدنية بين تلك الأبنية لتبيع الضروريات. وكانت النساء يغسلن فوق الأسطح، بينما انهمر الماء فجأة إلى أسفل ليسقط على المترجم فصاحت سيدة وهي تمر بنا:

- ليس لدينا مراحيض، نحن نحمل فضلاتنا في أوعية على رؤوسنا حتى نصل بها إلى التلال في الخلف لنفرغها هناك.

أخذ الكثيرون يرددون التحية بود، بينما كان البعض يصرخ ويصيح بألفاظ نابية. كما طلب رجل في حارة ضيقة خمس ريالات من جارة (على سبيل المقارنة يعادل اليورو الواحد ۲۷۵ريال يمني). إلا أن الجار ذا اللحية المربعة الشكل رفض رد المبلغ. وهكذا تعالى صوتهما أثناء النقاش وتصاعدت الأمور. عندئذ شد طالب المبلغ خنجره المقوس وطعن به جاره ليجرحه في يده، فلجأ جاره بدوره إلى حجر كبير وهو شديد الحنق حتى يتدخل بينهما شخص ما فيقول المترجم:

- علينا أن نخرج من هنا فحسب!

كنت اصطدم بأشياء في كل مكان. هنا تمتد الحبال وهناك أسياخ معدنية تسمق من الحائط، كما تتدلى هنا ألواح خشبية، بينما تشكل هناك بعض الأسلاك فخاً. أرتني سيدة قد لونت شفتيها باللون الأزرق ساق ابنتها ذات الخمس سنوات وقد احترقت فسألتها:

- ماذا تفعلون عندما تضطرون إلى الذهاب إلى المشفى؟

حيث لا تتوافر هناك مساعدة مجانية على أية حال.

قال شخص ما:

نستدين المال معاً ونحاول أن نسدده فيما بعد. فنحن لا نحظى بالدعم من الخارج ولا نحصل على أي شئ من أي شخص.

بنيت أولى هذه الثكنات الحجرية قبل ثلاثين عاما، وكلها عشوائية. فالأرض تخص الحكومة التي تركتها بدورها إلى الأخدام. ولا ينجح أحد في الخروج من هنا. فهنا ولدوا وهنا سيموتوا.

Mittwoch, 28. Januar 2009

Zu Gast - Arabisch معزوم

١٨يناير ٢۰۰٩

تعج صنعاء بالمساجد. بعضها كبير وملفت للنظر، وبعضها متواضع ويسهل إغفاله. ولكن كل حي وإن صغر يضم دار للعبادة ينادي فيه المؤذنون المؤمنين للصلاة عبر مكبرات الصوت تماما في المواعيد المحددة – خمس مرات يوميا. وهكذا يخيم ذلك الإنشاد المتداخل فوق الأسطح، ليكون بمثابة شبكة رقيقة من الأصوات، كما لو أن الله قد ألقى بعباءته الواقية على المدينة وسكانها.


إلتقيت بإمام الجامع ذي القبة الخضراء أمام منزله الذي يقوم العمال حاليا بترميمه. وهو رجل رقيق البنية يعطي الانطباع لأول وهلة بأنه شخص يتسم بالود. تغطي مكتبة ضخمة جدار من مفرجته، تحوي كتبا عن موضوعات دينية، وكذلك كتبا لشعراء وأدباء. جلسنا وانتظرنا المترجم للحظات ، بعد أن فرد سجادة الصلاة إلى جانبنا ليعوض مافاته من صلوات لم يتمكن من آداءها في وقتها.

هناك أئمة تعينهم إدارة الأوقاف، بينما يطالب المؤمنون آخرين بقبول هذا المنصب. ويمارس كثيرون منهم وظائف أخرى إلى جانب ذلك ، نظرا لأن الأتعاب التي يتقاضونها لا تكفي لإعالة أسرة. وهكذا تختلف الخطب التي يلقيها هؤلاء الأئمة يوم الجمعة في المساجد باختلاف شخصياتهم هم أنفسهم. ويقول الإمام:

- أنا أتحدث في الغالب عن أمور الحياة اليومية. عن الرعاية الصحية على سبيل المثال، وعن ضرورة وجود مياة نظيفة، كما أتحدث عن أن الرجل عليه أن يعامل زوجته معاملة حسنة.

تستمر خطبته حوالي نصف الساعة في المتوسط وتنقسم إلى جزئين، فهو يقول:

- تساعد هذه الاستراحة الناس على التركيز مرة أخرى. إذا تحدثت طويلا لن ينصت أحد إلي.

سألته إذا كان قد اتخذ من الحرب في غزة موضوعا لخطبته، فرد بالإيجاب. وقال أن كل إمام تحدث خلال هذه الأسابيع عن وضع الفلسطينيين. وقد اشتركت كافة الخطب في إدانة الهجوم الإسرائيلي.

عادة ما يتحدث إمام جامع القبة الخضراء بشكل حر في الجانب الأعظم من خطبته، ويكتب بين الحين والآخر ملاحظات، ولكنه نادرا ما يحتاج إليها حين يسبح في نهر حديثه المسترسل. كما قال أن المهم في الأمر هو أن يتحدث بطريقة تساعد غير المثقفين على متابعته وتسمح كذلك بأن يتعلم منه المثقفون شيئا. عندئذ تلتمع ابتسامة في عينيه.

سألته كيف يتخير موضوعا كل أسبوع فأجاب قائلا:

- القرآن موجود، إلى جانب وعظ الأئمة السابقين الذي يمكنه أن يلهمني، ولا يجب أن نغفل دور الإنترنت.

ولكن الحياة اليومية أيضا تجعل بعض الموضوعات ذات أهمية، حيث يأتي إليه الرجال لأن زوجاتهم فررن منهم وعدن ليسكن في بيوت ذويهن.

يعيش بعض أفراد الأسر في فقر، بينما يستطيع آخرون شراء سيارتين. تلك هى الحالات التي يساعد فيها الإمام ويستعين بالحوار الذي يكلل بالنجاح غالبا. كما أنه تحدث كذلك عن الإرهاب ، حيث أن موقفه في ذلك واضح، إذ يقول:

- المسلم المؤمن يكره القتل. فهو فعل يخالف إرادة الله. ويجب على الناس أن يساعدوا بعضهم بعضا ويحترموا بعضهم كذلك. لقد ألحقت الاغتيالات بالمسلمين ضررا كبيرا.

قلت له أن هناك الكثير من الناس في ألمانيا يربطون بكل أسف بين دينه وبين التعصب، كما أن وسائل الإعلام لا تذكر تقاريرا عن اليمن إلا عند اختطاف شخص ما.

هز الإمام رأسه غير مصدقا ثم قال أن صدام الحضارات ما هو إلا لقاء الجهالة. إذا عرف الناس أكثر عن الآخر بدلا من أن يخشوه لقلت المشاكل التي نعانيها. ثم أراد أن يعرف ما الذي ينبغي عليه أن يفعله هو وأهل بلده لتغيير هذه الصورة المرسومة لوطنه في الغرب.

فأجبته:

- لاشيء، للأسف.


كم كان استقبالي في هذا البلد يتسم بالانفتاح والود، إلا أن العكس لا يكون أبدا هو ما يحدث. أي أنه لا يوجد شخص واحد من أهالي لوكسمبورج أو ألمانيا يتوجه بالحديث إلى أجنبي في الشارع، ثم يدعوه بعد خمس دقائق من لقائهما إلى تناول الشاي أو إلى الطعام في منزله. ولكن لايذكر أحد شيئا عن ذلك في نشرات الأخبار . كما أنه لا يخطر ببال أحد على الإطلاق أن يطلق تحذيرا من قضاء الإجازات في أسبانيا أو فرنسا أو ألمانيا، إذا ما تم اختطاف أحد في تلك البلاد.

ثم دعانا الإمام إلى "طاولة الطعام". يوجد لحم وخضروات ومعكرونة. كوّن الضوء ستارا صارخ اللون عند النافذة، بينما جلسنا نحن على الأرض وقد انحنينا على أوعية الطعام.

سألت الإمام إذا كان يمكنني مواصلة الحديث رغم أننا نأكل.

أجاب الإمام:

- يجب علينا نحن أن نضع أنفسنا محل الضيف. وليس الضيف هو الذي يحل محلنا. فلتسأل!

Dienstag, 27. Januar 2009

Spatzen und Tabus - Arabisch العصافير والمحظورات

17 يناير 2009


قبل ثمانية أيام دُعيت لحضور تنفيذ علني لحكم إعدام. وكان المحكوم عليه الذي أدين بسبب اعتداء جنسي على طفل ثم قتله من المفترض أن يُلقى به قبل أسبوع من ذلك اليوم من فوق بناية عالية لا تبعد كثيرا عن باب اليمن. ولكن تنفيذ الحكم وجب إرجاءه بعد أن تجمع أكثر من عشرة آلاف شخص رغبة في مشاهدته. حتى فى المرة الأخيرة لم يتم تنفيذ الحكم بسبب الضغط العلني من قبل منظمات عديدة لحقوق الإنسان. وقد سرت شائعة تفيد بأن المحكوم عليه سوف يُعدَم رميا بالرصاص خلف أبواب مغلقة.

إلتقيت بأيبان، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان، لأعرف منه إذا كانت حالات الإعدام العلني تلك تطبق كثيرا. إلا أن أيبان نفي ذلك. وأضاف أن المحكوم عليهم في التسعينيات كانوا يُقذَفون أحيانا من طائرة حوامة، أما الطبيعي الآن فهو إعدامهم شنقا. ولكن حالات الإعدام العلني تتم بغرض التأكيد على فداحة الجُرم. وأضاف أيبان أن هذه البشاعة عادة ما ترتبط بجرائم الاعتداء الجنسي التي تُعتبر بمثابة الفجور، أو الفحشاء التى هي معصية لمشيئة الله. كما أن ضحية الاغتصاب في تلك الحالة المذكورة عاليه كان صبي.

يعمل أيبان لعدة منظمات لحقوق الإنسان. إلا أنه يشارك بخلاف ذلك في مشروع يدعم السيدات اللاتي أطلق سراحهن من السجون، كي يعاد إدماجهن في المجتمع مرة أخرى، وهو الأمر الذي لا يعد يسيرا على الإطلاق. وقد حكى لي قصة فاطمة، إبنة مصفف الشعرالتي أقامت علاقة مع ابن أحد الشيوخ وحملت منه سفاحا. وأودعت السجن بتهمة الزنى، وهناك رأى طفلها النور. أما إبن الشيخ فلم يحدث له أي شيء.

سألت أيبان إذا كانت ممارسة الدفاع عن حقوق الإنسان أمرا سهلا في اليمن، فهزرأسه وقال:

- إنهم لا يهاجمونك بشكل مباشر ولكن هناك صعوبات بالطبع.

وقال كذلك أن السجون في صنعاء لا يمكن مقارنتها بسجون أوروبا. فنحن نتحدث هنا عن دهاليز طويلة يجلس فيها المساجين، بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبوها. حيث نجد هنا القتلة إلى جانب المساجين السياسيين أو الأطفال الذين سرقوا بسبب الجوع. ومن ليس له أصدقاء أو معارف لا يجد مرتبة ينام عليها ويكاد لا يحصل على طعام يأكله.

ويقول أيبان:

-الأطفال هم الأشد معاناة في ذلك. حيث أن كثير منهم يؤول به الحال إلى الشارع بعد أن يصبح ضحية طلاق ذويه، لأن الأب يحرم طليقته من أطفالها بدافع الانتقام، ولكنه لا يرعاهم بعد ذلك. ما الذي يمكن لهؤلاء الأطفال أن يفعلونه سوى التسول أو السرقة؟

سألت كذلك عما إذا كانت هناك حرية صحافة في اليمن. فقال أيبان:

- على أية حال الصحافة هنا تتمتع بحرية أكثر من سوريا أو السعودية . ولكن هناك موضوعات محرمة أو تابوهات، وحدود قد ينطوي تخطيها على خطورة. فالشخصيات السياسية هى موضوعات محرمة، كذلك سياسة الحكومة في صعدة، حيث تحارب جماعات متمردة ضد الحكومة اليمنية. وقد قضى الصحفي الكيواني ست سنوات في السجن وكذلك عوقب المطرب المحبوب فهد القرني بالحبس ، لأنه اتهم الحكومة بالفساد.

فعلقت بقولي:

- ولكن كل طفل هنا يتحدث عن الفساد في هذا البلد. إنه الموضوع الذي يفاتحني فيه أهالي صنعاء كل يوم، سواء كانوا من التجار أو سائقى السيارات الأجرة أو المثقفين. الجميع يعرف ذلك ويشارك فيه.

هز أيبان كتفيه وقال:

- يختلف الأمر إذا ما كان هذا هو ما يتغنى به العريف في الطريق أو عندما يرد في الصحف.لذا يضايقني كثيرا أن يدعى الغرب دائما أن اليمن هي مثال الديمقراطية. فلا زال الطريق أمامنا طويلا.

بدا أيبان مجهدا بعض الشيء وسند رأسه قبل أن يقول:

- في الواقع يعد رجال السياسة في اليمن من الليبراليين، فقد درسوا بالجامعة وسافروا إلى الخارج. ما يحير هو أنهم لا يطلعون الأخ على ذلك.

ترجمة: د. علا عبد الجواد