Dienstag, 27. Januar 2009

Abdallah und Adrian - Arabisch عبد الله وأدريان

١۳يناير ٢۰۰٩

وقف الجنود عند نقطة المراقبة وقد تملكهم الملل، فأخذوا ينظرون داخل السيارات ، نظرة خاطفة ليتحققوا ما إذا كان الركاب يحملون معهم أسلحة أم لا، ثم يلوحوا ليدعوهم يمروا. أما التصريح الذي يسمح لي بزيارة الأقاليم فقد كانوا يرغبون في فحصه بدقة.

قال خالد الذي كان عليه أن يقلني إلى شبان كوكبان وتوله:

- كل شيء مدون في التصريح.

ولكن الجندي كان يريد أن يعرض الورقة على رئيسه. فحدس خالد وهو يضحك وقال:

- لعله لا يستطيع القراءة.

صحيح أن هناك تعليم إلزامي في اليمن، ولكن لا أحد يتأكد إذا كان الطفل يذهب إلى المدرسة فعلا أم لا. عائلات كثيرة ليست لديها القدرة على تحمل مصاريف تعليم الأبناء. لذا توفر الدولة الكتب الدراسية رسميا ولكنها غالبا ما تكون غير كافية عند بداية العام الدراسي. أضف إلى ذلك مصاريف الزي المدرسي، ورسوم الامتحانات وخلافه. كما تفتقد العائلات أبنائها الذين هم بمثابة قوى عاملة. ويتقاضى المدرسون مرتبات ضعيفة وهم يعملون بما يتناسب معها داخل الفصول التي تضم بما بين خمسين (٥۰) وثمانين (٨۰) تلميذ من الراغبين في التعلم، إلا أن نصفهم لا ينهي التعليم الابتدائي. لذا فقد بلغ متوسط نسبة الأمية بالبلاد في الوقت الحالي خمسين بالمائة (٥۰%) من إجمالي السكان، علما بأن نسبة النساء في ذلك هي الأسوأ، إذ وصلت إلى (۷۰%) سبيعين بالمائة.

سرنا في شارع مستقيم وممرنا بمساحات يغطيها الحصى وحقول جافة ومضخات مياه متعطلة عن العمل، وصحراء. ثم ظهرت حقول القات، حيث تلمع تلك النباتات مثلما تتلألأ أشجار البتولا النضرة في ضوء الشمس. ترى في الخلفية القرى وقد استندت إلى كتل الصخور المصمطة، كما لو كان الله قد ترك أجزاء من مكعبات البناء لديه تتدحرج لتسقط على المنحدر.

أشار خالد إلى الأفق البعيد وقال:

- هناك في الخلف تجد بقايا "الظفير"، حيث انهارت أجزاء من الجبل على القرية في ديسمبر من عام 2005 لتدفن تحتها عشرين منزلا وتقتل خمسة وستين شخصا.

أخذ ذراع خالد يتجول بطوال لوح الزجاج الأمامي للسيارة. وقال:

- وهنا يشيدون القرية الجديدة للناجين بتمويل من السعودية. لقد شارفت على الانتهاء.

في هذه القرية تحديدا صور ميشائيل روس عام 1994 مشاهد فيلمه "عبد الله وأدريان". ذلك التوثيق الذي يتخذ شكل السرد ليخلق أحداثا جانبية من شأنها أن تعطي لمحة عن الحياة في مدينة صنعاء وفي قرية الظفير باستخدام وسائل الخيال. حيث يتناول الفيلم قصة عبد الله ذلك الفتى القادم من القرية إلى صنعاء حيث يلتقي بأدريان، وهو ابن لرجل يمني وأم ألمانية. أراد أدريان أن يُري صديقه الجديد المدينة. وبعد ذلك يزور أدريان عبد الله في قرية الظفير. ليلتقي عالمان مختلفان قيد التجربة. وقد برع الفيلم في ذلك المزيج الحذر بين السرد والتوثيق والطرح العرقي. كما أن الصور المليئة بالفكاهة والوضوح تعرض ألعابا و شعائر قبلية تقود إلى السوق والحمام. يأتي منظور أدريان الطفولي ليرافق الفيلم بوصفه صوت من خارج الفيلم إلى جانب لمسات عبد الله المرحة على الموقف الجديد في المدينة ليدور بينهما حوارا لا مثيل له من التقارب والدهشة والرفض و القبول. إلا أنه ليس مفهوما حتى الآن كيف يبقى هذا الفيلم على مدى ١٥عاما خارج التوزيع ويظل في انتظار عرضه الأول حتى الآن ، وهو ما حققه له البيت الألماني في صنعاء هذا المساء.

عبد الله وأسرته من سكان القرية الذين لم ينجوا من الانهيار الصخري بقرية الظفير.