Dienstag, 27. Januar 2009

Spatzen und Tabus - Arabisch العصافير والمحظورات

17 يناير 2009


قبل ثمانية أيام دُعيت لحضور تنفيذ علني لحكم إعدام. وكان المحكوم عليه الذي أدين بسبب اعتداء جنسي على طفل ثم قتله من المفترض أن يُلقى به قبل أسبوع من ذلك اليوم من فوق بناية عالية لا تبعد كثيرا عن باب اليمن. ولكن تنفيذ الحكم وجب إرجاءه بعد أن تجمع أكثر من عشرة آلاف شخص رغبة في مشاهدته. حتى فى المرة الأخيرة لم يتم تنفيذ الحكم بسبب الضغط العلني من قبل منظمات عديدة لحقوق الإنسان. وقد سرت شائعة تفيد بأن المحكوم عليه سوف يُعدَم رميا بالرصاص خلف أبواب مغلقة.

إلتقيت بأيبان، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان، لأعرف منه إذا كانت حالات الإعدام العلني تلك تطبق كثيرا. إلا أن أيبان نفي ذلك. وأضاف أن المحكوم عليهم في التسعينيات كانوا يُقذَفون أحيانا من طائرة حوامة، أما الطبيعي الآن فهو إعدامهم شنقا. ولكن حالات الإعدام العلني تتم بغرض التأكيد على فداحة الجُرم. وأضاف أيبان أن هذه البشاعة عادة ما ترتبط بجرائم الاعتداء الجنسي التي تُعتبر بمثابة الفجور، أو الفحشاء التى هي معصية لمشيئة الله. كما أن ضحية الاغتصاب في تلك الحالة المذكورة عاليه كان صبي.

يعمل أيبان لعدة منظمات لحقوق الإنسان. إلا أنه يشارك بخلاف ذلك في مشروع يدعم السيدات اللاتي أطلق سراحهن من السجون، كي يعاد إدماجهن في المجتمع مرة أخرى، وهو الأمر الذي لا يعد يسيرا على الإطلاق. وقد حكى لي قصة فاطمة، إبنة مصفف الشعرالتي أقامت علاقة مع ابن أحد الشيوخ وحملت منه سفاحا. وأودعت السجن بتهمة الزنى، وهناك رأى طفلها النور. أما إبن الشيخ فلم يحدث له أي شيء.

سألت أيبان إذا كانت ممارسة الدفاع عن حقوق الإنسان أمرا سهلا في اليمن، فهزرأسه وقال:

- إنهم لا يهاجمونك بشكل مباشر ولكن هناك صعوبات بالطبع.

وقال كذلك أن السجون في صنعاء لا يمكن مقارنتها بسجون أوروبا. فنحن نتحدث هنا عن دهاليز طويلة يجلس فيها المساجين، بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبوها. حيث نجد هنا القتلة إلى جانب المساجين السياسيين أو الأطفال الذين سرقوا بسبب الجوع. ومن ليس له أصدقاء أو معارف لا يجد مرتبة ينام عليها ويكاد لا يحصل على طعام يأكله.

ويقول أيبان:

-الأطفال هم الأشد معاناة في ذلك. حيث أن كثير منهم يؤول به الحال إلى الشارع بعد أن يصبح ضحية طلاق ذويه، لأن الأب يحرم طليقته من أطفالها بدافع الانتقام، ولكنه لا يرعاهم بعد ذلك. ما الذي يمكن لهؤلاء الأطفال أن يفعلونه سوى التسول أو السرقة؟

سألت كذلك عما إذا كانت هناك حرية صحافة في اليمن. فقال أيبان:

- على أية حال الصحافة هنا تتمتع بحرية أكثر من سوريا أو السعودية . ولكن هناك موضوعات محرمة أو تابوهات، وحدود قد ينطوي تخطيها على خطورة. فالشخصيات السياسية هى موضوعات محرمة، كذلك سياسة الحكومة في صعدة، حيث تحارب جماعات متمردة ضد الحكومة اليمنية. وقد قضى الصحفي الكيواني ست سنوات في السجن وكذلك عوقب المطرب المحبوب فهد القرني بالحبس ، لأنه اتهم الحكومة بالفساد.

فعلقت بقولي:

- ولكن كل طفل هنا يتحدث عن الفساد في هذا البلد. إنه الموضوع الذي يفاتحني فيه أهالي صنعاء كل يوم، سواء كانوا من التجار أو سائقى السيارات الأجرة أو المثقفين. الجميع يعرف ذلك ويشارك فيه.

هز أيبان كتفيه وقال:

- يختلف الأمر إذا ما كان هذا هو ما يتغنى به العريف في الطريق أو عندما يرد في الصحف.لذا يضايقني كثيرا أن يدعى الغرب دائما أن اليمن هي مثال الديمقراطية. فلا زال الطريق أمامنا طويلا.

بدا أيبان مجهدا بعض الشيء وسند رأسه قبل أن يقول:

- في الواقع يعد رجال السياسة في اليمن من الليبراليين، فقد درسوا بالجامعة وسافروا إلى الخارج. ما يحير هو أنهم لا يطلعون الأخ على ذلك.

ترجمة: د. علا عبد الجواد