Dienstag, 27. Januar 2009

Verkauf - Arabisch البيع


5 يناير 2009


دعاني يحيى الذي التقيته في السوق إلى تناول الشاي في محل الأنتيكات الذي يملكه. وله أخ يعيش في برلين يزوره مرة كل عام. ترى لوازم الزينة القادمة من مأرب معلقة على الجدران، إلى جانب الخناجر المقوسة، والسلاسل الفضية، والبنادق، والشمعدانات المصنوعة من الرخام الأبيض.



يقول يحيى:


- كل شيء من أجل السياح. قديما وقتما كان الضوء الإلكتروني لا وجود له كان الجميع يمتلكون مثل هذه الشمعدانات، ولكن اليوم....


وأشار بيده دليل على الإهمال.


هناك دراجة بمحرك تحاول أن تندس بين جموع الناس في الحارة الضيقة، هوب.


فجأة ظهر ابن أخِ يحيى وسألني بلغة ألمانية متقنة عن حالي وأراد أن يعرف من أي مدينة أتيت. إنه فتى في الحادية عشر من عمره وقد عاد إلى اليمن قبل أربعة أشهر، لأن أمه قد فتحت هنا عيادة للأمراض الجلدية. إلا أنه لم يألف صنعاء بعد، ويرى أن ألمانيا أفضل لذا يرغب في العودة إلى هناك. ترسله أمه هنا إلى مدرسة إنجليزية. ولكن فيما بعد، وعندما يكبر فسوف تستعيده برلين. يضحك الفتى، ثم يمر أخ آخر من أخوة يحى ليصطحبه، فيمسك بذراعه ويأخذه معه.


يقول يحيى:


- يتولى أحمد مسئولية الصغير حيث لا يمكن اللعب في كل مكان في ظل هذا المرور الكثيف. إننا هنا لسنا في ألمانيا. كما أن أخي يأخذ مسئوليته على محمل الجد. فهو شيخ سوق الفضة.


إن مذاق الشاي حلو بشكل مبالغ فيه كالعادة. كما تسبح فيه بعض أوراق النعناع. أخذ يحيى يلعقها ويرتشف منها السائل الداكن. بينما المارة يصيحون وهم يرددون عليه كلمة "سلام."



أضاف يحيى قائلا:


- لقد ساهمت مع بعض الألمان في ميونيخ ولايبزيج في بناء جزء من السوق اليمني بالمتحف. كما كان ذلك في مدن أخرى، في هانوفر، وكولونيا وكليف....


سألته:


- كليف؟


فقال:


- نعم، فقد كانت لي عربة في سوق أعياد الميلاد. ولولا المدفأة لكنت تجمدت. ولكن الناس اشتروا أنتيكاتي، هذه الكريات المستديرة على سبيل المثال.


عندئذ توجه إلى نافذة العرض الزجاجية وأشار إلى مشغولات فضية بحجم البيضة وقال:


- ذات يوم قالت لي سيدة عجوز أنه علي أن أجلب شجرة عيد ميلاد صغيرة من البلاستيك لأعلق بها تلك الكرات، إثنتين أو ثلاث تفي بالغرض. وقد استحسنت هذه الفكرة وجربتها. عندئذ راجت أشجار عيد الميلاد تلك وبيعت جيدا.


أشرق وجهه كله عندما ذكر ذلك.
أذهب مساءا مع ديرك إلى محل كتب على لافتة نافذة عرضه "ماركات نظير أسعار أقل". ليكشف المحل في الداخل عن هويته الحقيقية، والتي تتمثل في كونه مخصص لبيع بضائع من الماركات العالمية المخفضة على غرار أفرع بيع محلات تشيبو. يحتاج ديرك إلى غطاء رأس أثناء الاستحمام، وهو يباع هنا بسعر رخيص. ولكنني لا أعرف من الذي سيتكالب على السلع الأخرى. فأنا أريد أن أرى هذا اليمني الذي سيشتري قنفذ طلاء الأحذية من أجل الصندل الذي يرتديه. كما أن فرشة الحذاء القابلة للتدفئة تبدو لي بمثابة العرض الجريء حقا نظرا لحرارة الجو السائدة هنا، شأنها شأن الزلاقات المطوية وبذلة التزحلق على الجليد. وإذا ما ساورالبعض القلق بسبب تطاير القمامة في الشارع عندما تتكدس في أكياس بلاستيكية صغيرة فيؤكد كذلك وجود قفل لأوعية القمامة وحقيبة سفر للكلاب من بين المعروضات على روح الدعابة. ولكن الباعة اليمنيين لم يتمكنوا من إدراك سبب مرحنا وأخذوا ينظرون إلينا في دهشة.


في الخارج كانت أضواء كشاف السيارة تخترق ستار الليل الأسود. من يزاحم هو الذي يحظى بأسبقية السير، ومن ينتظر يصبح مغلوب على أمره. تركض بعض الأجسام لتعبر الشارع في آخر لحظة. أرى سيارة استلقت على سطحها فوق خطوط الوسط. أبحث عن حزام الأمان، ولكن الشركة المصنعة لم تزود السيارة إلا بحزام واحد فقط للسائق. يبتسم ديرك بشماتة




يضىء مسجد الرئيس صالح الذي أفتتح حديثا إلى جانب حرم الطريق كما لو كان جسم غريب. لقد ابتلع دار العبادة الهائل هذا المليارات، ولكن الرئيس هو الذي سدد هذه المصاريف على نفقته الخاصة، كما يتحاكى الناس في شوارع صنعاء. يظهر فجأة بحر من الأضواء، التي تتراص إلى جانب بعضها البعض، كم هائل من موجات النور يتبعها تدريجيا بريق المئذنة الذي أخذ يتباعد عن المرآة الخلفية لنجد أمامنا في النهاية الشاطىء المظلم للشارع.